عن سفيان الثّورى رحمه الله تعالى : لايجتمع في هذا الزّمان لأحد مال الاّوعنده خمس خصال أي صفات مذمومة طويل الأمل أي ترقب ما يستبعد حصوله وحرص غالب فالرّاغب في الدّنيا ملوم وطالب فضولها مذموم والرّغبة انّما يحتصّ بما جاوز حدّ الحاجة والفضول انّما ينطلق على مازاد على قدر الكفاية قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ليس خيركم من ترك الدّنيا للآخرة ولاالآخرة للدّنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه وروي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أنّه قال : نعم المطيّة الدّنيا فارتحلوها تبلّغكم الآخرة وقال علي بن أبي طالب كرّمه وجهه الدّنيا دار صدق لمن صدقها ودار نجاة لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزوّد منها وشخ شديد أي بخل مطاع وقلّة الورع أي عدمه فالورع هو اجتناب الشّبهات خوفا من الوقوع في المحرّمات وقيل هوملازمة الاعمال الجميلة ونسيان الآخرة وقال القائل
ياخاطب الدّنيا الى نفسه انّ لها في كلّ يوم خليلا
تستنكح البعل وقد وطئت في موضع اخرمنه بديلا
ماأقبل الدّنيا لخاطبه لقتلهم قتيلا قتيلا
إنّي لمغترّ وإنّ البلا يعمل في جسمي قليلا قليلا
تزوّدوا للموت زادا فقد نادى المنادى الرّحيل الرّحيلا
أي إركبوا مركبكم وسيّروا في طريق الاخرة